فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

يجِبُ أنْ لا تَلبثَ الحالاتُ العَصبيّةُ عندَ الناشئةِ والشَّبابِ لمُدّةٍ طويلةٍ، كما يجبُ السيطرةُ عَليها ومُعالجَتُها منذُ بدايةِ بروزِها، لأنَّها إذا تكرَّرتْ ودَامَتْ فَترةً طويلةً لرُبَّما بَقِيَتْ مُزمِنَةً طِيلَةَ العُمرِ. فمِنَ الواجبِ الشرعيِّ على الآباءِ والمُربّينَ أنْ يُوفِّروا الحقوقَ الطبيعيةَ لأبنائِهِم، وأنْ لا يخدِشُوا شخصيَّتَهُم؛ لأنَّ ذلكَ سيدفَعُهُم الى التمرُّدِ والانحرافِ.

ومِنْ أجلِ ضَبطِ سُلوكِ الناشئةِ عَلينا مُراعاةَ النقاطِ التاليةِ:

أولاً: البحثُ عَنِ السَّبَبِ: إنَّ معرفةَ السَّببِ أو الدافعِ الذي يدفعُ الشابَّ للإقدامِ على تَصَرُّفٍ ما يُساعِدُنا في تَعيينِ الطريقةِ الصحيحَةِ التي نُواجِهُ بِها الشّابَّ، إذْ على ضَوئِها نتصَرّفُ معَهُ بِما يُناسِبُ إصلاحَ تَصرُّفاتِهِ وسُلوكِهِ. فالسّببُ في توتُّرِ أعصابِ الشّابِّ قَد يكونُ أحدَ عَوارِضِ البُلوغِ. وتارةً بسببِ فَشَلِهِ في تحقيقِ إحدى أمنياتِهِ.

ثانياً: مُسايَرَةُ الشابِّ وإرضائِهِ: يجبُ أنْ لا نُخالفَ الشابَّ كثيراً في بعضِ الأمورِ البسيطةِ، كمُطالَبَتِهِ بتحقيقِ إحدى أمانيهِ المشروعَةِ، إذْ قَدْ يُسَبِّبُ ذلكَ بروزَ عاداتٍ سيئةٍ في تصرّفاتِ الشابِّ، أو أنْ يتلَقّى صَدمةً نفسيّةً تُسَبِّبُ لَهُ الكثيرَ مِن المشاكلِ والمَتاعِبِ.

فعَلى الأبِ أوِ المُرَبّي حِينَما يُشاهِدُ ابنَهُ في حالةٍ عَصبِيّةٍ مُتوتّرةٍ لا يُمكِنُ السيطرةُ عَليها، أنْ يُماشي ابنَهُ ويتصرّفَ معَهُ بهدوءٍ، وأنْ لا يزيدَ الطينَ بِلَّةً فَفِي غيرِ ذلكَ ستخرجُ المُشكِلَةُ الى إطارٍ أوسع قَدْ لا يُمكنُ السيطرةُ عَليها أبداً.

ثالثاً: هدايةُ الشابِّ وكسبُ ثِقَتِهِ: مِنَ العَوامِلِ المُساعِدَةِ في هدايةِ الشبابِ هُوَ أنْ نجعَلَهُم يَثِقُونَ بِنا مِنْ جِهَةٍ، وأنْ يَثِقُوا بطاقاتِهِم وقُدراتِهِم الخلابَةِ، مِنْ جِهَةٍ أُخرَى، فنوكِلُ إليهِم بعضَ المسؤولياتِ ونَطلُبُ مِنهُم أنْ يُنَفِّذُوها، إنَّ محبّةَ ومودّةَ الآباءِ لأبنائِهِم تجعلُ الأبناءَ يُقدِمُونَ على الحياةِ ويخوضونَ في غِمارِها بنشاطٍ وفاعِلِيّةٍ وأمَلَ.

رابعاً: التنبيهُ والتحذيرُ: في بعضِ الأحيانِ، يُقدِمُ الشابُّ على ارتكابِ بعضِ الأعمالِ والتّصرُّفاتِ غيرِ المُشروعَةِ، فَيَجِبُ أنْ يُنَبَّهَ مِنْ قِبَلِ الوالدينِ، كأنْ يُقالَ لَهُ أنَّ عملَهُ هذا لا يتلاءَمُ معَ سُمعَةِ العائلةِ، فإنْ لم يَهتَمَّ الشابُّ بهذا التنبيهِ فَيَجِبُ أنْ يُنَبَّهَ في المرّاتِ القادِمَةِ بجِدّيةٍ أكثر.

خامساً: النموذجُ والقُدوَةُ: كُلّما تصرَفنا معَ الشّابِّ بأخلاقٍ طيّبةٍ وسُلوكٍ صحيحٍ فإنَّ سُلوكَنا سيُصبِحُ نَموذَجاً لَهُم، إذْ إنَّ الشبابَ يُراقِبونَ تَصرُّفاتِنا بعيونٍ مَفتوحَةٍ، ولِذا يتَعَيّنُ على الآباءِ والمُرَبّينَ أنْ يتعامَلُوا معَ أبنائِهِم وِفقَ الأخلاقِ الإسلاميّةِ.